فصل: تفسير الآية رقم (79):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (79):

{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
{قَالَ مَعَاذَ الله} نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول: أي نعوذ بالله من {أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا متاعنا عِندَهُ} لم يقل (من سرق) تحرّزاً من الكذب {إِنَّا إِذَاً} إن أخذنا غيره {لظالمون}.

.تفسير الآية رقم (80):

{فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)}
{فَلَمَّا استيئسوا} يئسوا {مِنْهُ خَلَصُواْ} اعتزلوا {نَجِيّاً} مصدر يصلح للواحد وغيره: أي يناجي بعضهم بعضاً {قَالَ كَبِيرُهُمْ} سِنّاً (روبيل)، أو رأياً: (يهوذا) {أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا} عهداً {مِنَ الله} في أخيكم {وَمِن قَبْلُ مَا} زائدة {فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ} وقيل (ما) مصدرية مبتدأ، خبره (من قبل) {فَلَنْ أَبْرَحَ} أُفارق {الأرض} أرض مصر {حتى يَأْذَنَ لِى أَبِى} بالعود إليه {أَوْ يَحْكُمَ الله لِى} بخلاص أخي {وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين} أعدلَهُم.

.تفسير الآية رقم (81):

{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)}
{ارجعوا إلى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ ياأبانآ أَبَانَا إِنَّ ابنك سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ} عليه {إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا} تيقنآ من مشاهدة الصاع في رحله {وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ} لما غاب عنّا حين إعطاء الموثق {حافظين} ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه.

.تفسير الآية رقم (82):

{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)}
{واسئل القرية التي كُنَّا فِيهَا} هي مصر: أي أرسل إلى أهلها فاسألهم {والعير} أي أصحاب العير {التي أَقْبَلْنَا فِيهَا} وهم قوم من (كنعان) {وِإِنَّا لصادقون} في قولنا، فرجعوا إليه وقالوا له ذلك.

.تفسير الآية رقم (83):

{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}
{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ} زيّنت {لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا} ففعلتموه، اتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} صبري {عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ} بيوسف وأخويه {جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ العليم} بحالي {الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)}
{وتولى عَنْهُمْ} تاركاً خطابهم {وَقَالَ ياأسفى} الألف بدل من ياء الإِضافة: أي يا حزني {عَلَى يُوسُفَ وابيضت عَيْنَاهُ} انمحق سوادهما وَبُدِّلَ بياضاً من بكائه {مِنَ الحزن} عليه {فَهُوَ كَظِيمٌ} مغموم مكروب لا يظهر كربه.

.تفسير الآية رقم (85):

{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)}
{قَالُواْ تالله} لا {تَفْتَؤُاْ} تزال {تَذْكُرُ يُوسُفَ حتى تَكُونَ حَرَضاً} مشرفاً على الهلاك لطول مرضك، وهو مصدر يستوي فيه الواحد وغيره {أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالكين} الموتى.

.تفسير الآية رقم (86):

{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}
{قَالَ} لهم {إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّى} هو عظيم الحزن الذي لا يُصْبَر عليه حتى يُبَثَّ إلى الناس {وَحُزْنِى إِلَى الله} لا إلى غيره، فهو الذي تنفع الشكوى إليه {وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من أن رؤيا يوسف صدق وهو حيّ، ثم قال:

.تفسير الآية رقم (87):

{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}
{يابنى اذهبوا فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ} اطلبوا خبرهما {وَلاَ تَايْئَسُواْ} تقنطوا {مِن رَّوْحِ الله} رحمته {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَّوْحِ الله إلاَّ القوم الكافرون} فانطلقوا نحو مصر ليوسف.

.تفسير الآية رقم (88):

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ ياأيهالعزيز مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضر} الجوع {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ} مدفوعة يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفاً أو غيرها {فَأَوْفِ} أتمّ {لَنَا الكيل وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} بالمسامحة عن رداءة بضاعتنا {إِنَّ الله يَجْزِى المتصدقين} يثيبهم فَرَقَّ عليهم وأدركته الرحمة ورفع الحجاب بينه وبينهم.

.تفسير الآية رقم (89):

{قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)}
ثم {قَالَ} لهم توبيخاً {هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ} من الضرب والبيع وغير ذلك {وَأَخِيهِ} من هضمكم له بعد فراق أخيه {إِذْ أَنتُمْ جاهلون} ما يؤول إليه أمر يوسف؟

.تفسير الآية رقم (90):

{قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
{قَالُواْ} بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين {أءِنَّكَ} بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين {لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وهذا أَخِى قَدْ مَنَّ} أنعم {الله عَلَيْنآ} بالاجتماع {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ} يخف الله {وَيِصْبِرْ} على ما يناله {فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين} فيه وضع الظاهر موضع المضمر.

.تفسير الآية رقم (91):

{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91)}
{قَالُواْ تالله لَقَدْ ءَاثَرَكَ} فضّلك {الله عَلَيْنَا} بالملك وغيره {وَإِنْ} مخففة أي إنَّا {كُنَّا لخاطئين} آثمين في أمرك فأذللناك.

.تفسير الآية رقم (92):

{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}
{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ} عتب {عَلَيْكُمُ اليوم} خصه بالذكر لأنّه مظنة التثريب فغيره أولى {يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين}.

.تفسير الآية رقم (93):

{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)}
وسألهم عن ابيه فقالوا ذهبت عيناه فقال: {اذهبوا بِقَمِيصِى هذا} وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة، أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها لا يُلقى على مبتلى إلاّ عوفي {فَأَلْقُوهُ على وَجْهِ أَبِى يَأْتِ} يَصِرْ {بَصِيراً وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)}
{وَلَمَّا فَصَلَتِ العير} خرجت من عريش مصر {قَالَ أَبُوهُمْ} لمن حضر من بنيه وأولادهم {إِنِّى لاجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} أوصلته إليه (الصبا) بإذن الله تعالى من مسيرة ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر {لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} تسفهوني لصدقتموني.

.تفسير الآية رقم (95):

{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)}
{قَالُواْ} له {تالله إِنَّكَ لَفِى ضلالك} خطئك {القديم} من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بُعد العهد.

.تفسير الآية رقم (96):

{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)}
{فَلَمَّآ أَنْ} زائدة {جَآءَ البشير} (يهوذا) بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه {أَلْقَاهُ} طرح القميص {على وَجْهِهِ فارتد} رجع {بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.

.تفسير الآية رقم (97):

{قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)}
{قَالُواْ ياأبانا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خاطئين}.

.تفسير الآية رقم (98):

{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)}
{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم} أخَّرَ ذلك إلى السَّحر ليكون أقرب إلى الإجابة أو إلى ليلة الجمعة ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والأكابر لتلقيهم.

.تفسير الآية رقم (99):

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)}
{فَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ} في مضربه {ءاوى} ضمَّ {إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} أباه وأمه أو خالته {وَقَالَ} لهم {ادخلوا مِصْرَ إِن شَآءَ الله ءَامِنِينَ} فدخلوا وجلس يوسف على سريره.

.تفسير الآية رقم (100):

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ} أجلسهما معه {عَلَى العرش} السرير {وَخَرُّواْ} أي أبواه وإخوته {لَهُ سُجَّدَاً} سجود انحناء لا وضع جبهة وكان تحيتَهم في ذلك الزمان {وَقَالَ ياأبت هذا تَأْوِيلُ رءياى مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَى} إليّ {إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السجن} لم يقل من الجب تكرّماً لئلا يُخْجِل إخوته {وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ البدو} البادية {مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ} أفسد {الشيطان بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِى إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ العليم} بخلقه {الحكيم} في صنعه، وأقام عنده أبوه أربعاً وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة، وكانت مدّة فراقه ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة، وحضره الموت فوصَّى يوسفَ أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه ودفنه، ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثلاثاً وعشرين سنة.

.تفسير الآية رقم (101):

{رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}
ولما تمَّ أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم فقال. {رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِى مِنَ الملك وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الاحاديث} تعبير الرؤيا {فَاطِرَ} خالق {السموات والأرض أَنْتَ وَلِيِّ} متولي مصالحي {فِي الدنيا والأخرة تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} من آبائي، فعاش بعد ذلك أسبوعاً أو أكثر، ومات وله مائة وعشرون سنة، وتشاحّ المصريون في قبره فجعلوه في صندوق من مرمر ودفنوه في أعلى النيل لتعم البركة جانبيه، فسبحان من لا انقضاء لملكه.

.تفسير الآية رقم (102):

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}
{ذلك} المذكور من أمر يوسف {مِنْ أَنبَآءِ الغيب} أخبار ما غاب عنك يا محمد {نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} لدى إخوة يوسف {إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ} في كيده أي عزموا عليه {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} به أي لم تحضرهم فتعرف قصتهم فتخبر بها، وإنما حصل لك علمها من جهة الوحي.

.تفسير الآية رقم (103):

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)}
{وَمَآ أَكْثَرُ الناس} أي أهل مكة {وَلَوْ حَرَصْتَ} على إيمانهم {بِمُؤْمِنِينَ}.